wrapper

السبت 04 ماي 2024

مختصرات :

ميّة شلبي / كفري ـ رام الله | فلسطين

 

فضاءات سرمدية

( 1 )

 

صمت أخرس... ضباب يغلف روحي  ...أزيل ستارة قديمة ... بحت لها بمكنونات غائبة ... كم سخرت مني ... من ضعفي ... أزلتها بقوة لم تعهدها من قبل ...

  • كفاك سخرية ... كفاك تبثين سمومك في روحي الهائمة ... مكانك لم يعد مكاني ... مكاني بين فضاءات سرمدية ... تدغدغ روحي... بحثا عمن أضاعها سنين طويلة ... 

تتمايل أمامي أشجار احترقت من صقيع الشتاء... لتعود وتزهر مع نسمات ربيع آت ... فتنساب في عروقي دماء جديدة ... يبعثها دفء خصيب ... تغيب نظراتي وراء الأفق ... من خلال زجاج يعلوه ضباب ...أراه من بعيد ... تنهمر أفكار وتساؤلات لتطرق رأسي دون استئذان... أقف مشدوهة وفي صحراء وجنتي خدر يتسلل في أوصالي .... بحنان مغلف بأوراق الخريف ... يتساقط من عيني بوح لم أخطط له ... وبقيت تائهة كحوت أعمى ...أبحث عن منارتي التي أضعت بوصلتها في طريق مخضب طويل ... يضيق حينا ... ويتسع حينا آخر... فأخال قلبي يقفز هلعا بين أضلعي ... ضوءا سرمديا بين ثنايا واد سحيق ... يناديني مرات ومرات ... ويغفل عني أحيانا... أعود إلى فنجان قهوتي لأحتسي رشفة باردة تلدغني مرارتها ... فأبتسم في سري... 

  • ألهذا أحبها ؟!! فهي الحياة بمرارتها وحلاوتها ...
  • صوت أخرس ينبعث من أعماقي ... لتنتفض ينابيع حقولي وتتوقف نبضات قلبي...على عتبات الحروف ... يهمس في أذني... 
  • حلاوتها ومرارتها تصنعينها أنت ... بعنادك تارة ... وفي قلقك وضياعك طورا آخر ...
  • وأعود لألوذ بصمتي... فصمت الحقيقة أقوى من كل الكلام ...

أبتعد عن نافذتي ... أنقب بين أوراقي التي طالما بثثتها شوقا ولوعة ... لكنها تاهت مني ... ولم أعد قادرة على قراءتها أو حتى تفقدها بين الحين والآخر ....كلماتها تتراقص أمام عينيأعانق  فنجان قهوتي الذي نسيته مع متاهات غلفت روحي ... ولطالما تعودت ارتشافه بكسل طفولي... 

أسخر من ذلك الصوت المتغلل في ثنايا روحي ... فأجلس كقطة مدللة صغيرة... تعانق السماء بنظرات زائفة... تبحث عن حبيب أضاعته وسط العتمة ... فغاب بين أروقة الضباب ... أبحث بين كلمات قرأتها يوما وإن كنت لا أعرف كاتبها ... كل ما أستذكره منها أنّها حلّقت بي بعيدا بين المروج ... لاقطف زهرة بنفسج طالما ابتسمت لها في حياء ... أمسكتها بين أنامل تشهد عبء السنين بتعرجات داكنة اللون على يدي... تلامس أنفي... وإذا بعبق يسري بين اوصالي... يعيدني إلى وعي أزلي ... فرّ بعيدا عني لسنوات ... تغور قسمات وجهي في دهاليز باتت عتيقةورذاذ يداعب وجنيتي...أتحسسه عله يوقف  نزفا ... أراه أبيض نقيا...

  • خلته أحمر قانيًا ؟!!  اين اختفى لونه الأحمر القاني؟!! أسئلة تطرق أذني بألم بات يئن بين أضلعي ...
  • أتراه تحول إلى شذرات تسقي وردة آلمها بعد الفراق ... أم وردة تتطاير وريقاتها الحمراء تؤذن بانتهاء هذا الألم.... ؟!! 

قرّرت تجاهل ذلك الصوت... أنهض متثاقلة عن كرسيّ الذي أحببت ... لا لكونه يختلف عن غيره من الكراسي ... بل لأنه يحتضنني ... بحنية لم آلفها من قبل ... دقات قلبي متسارعة كلما قرأت تلك الكلمات التي تحيي فيّ الحياة بأدق معانيها... كثيرا ما أغمضت عيني  لينقلني إلى عالم آخر ... أبحث فيه عن الحقيقة؟ أواصل البحث والتنقيب  بين صفحات بيضاء ... رُسمت عليها خطوط متعددة بألوان ... ضاعت وسط تكنولوجيا غمرت الحياة وجردتها من بساطتها وعفويتهادقات منتظمة ... روتينها قاتلتسير برتابة  لتستقر في وجداني ... فتأخذني بدوار بعيد ... أتنسم نفحات البحر...لأتوه بن رملة وشطانه ... يناديني من بعيد بعيد ... لطالما حدقت وراء الأفق ... لأنصت إليه ... يحدّثني عن وجع ألمّ بزواره ... هجروه ... لا خوفا منه... بل من ضياع غادر لذئاب عاثت فيه فسادا... 

  • أسائل نفسي ... ومنذ متى كان البحر مرتعا للذئاب ؟! أتراهم ضاقوا ذرعا بغابات حولوها حطاما ... اكلوا الأخضر واليابس ؟!! أم تُرى لم يعد لهم فيها مأوى ... فبحثوا عن فضاءات سرمدية تحيلهم جياعا لعظام آدمية! تدثروا بأصوافهم حتى لا ينخر عظامهم برق ورعد وصهيل أصيل يتحداهم... ليقضي عليهم!!!... 

كلمات ... خيالات أوهام ... لم يعد الأبيض ناصعا كما عهدته…..ولم يعد الأسود قاتمااختلط الأسود بالأبيض... ليعطيَ لونا غير مفهوم الملامح ... ومع هذا ترى الناس تتعلق به كأهداب نعامة... تخفي رأسها بين جناحيها ظنا منها انها لم تعد تُرى….

أعود لأقف أمام نافذتي الزجاجية ... يعلوها صدأ ... اكل أطرافها فأحالها بيتا لنمل يدخل بين ثناياها طوابير تصطف الواحدة تلو الأخرى ... لا تتراكض ولا تتسابق... تلوح أمامي طوابير آدمية تتدافع وكان العالم ينهار من حولها ... وأعود لنفسي ... 

ـــــــ

طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصري الكلمة الحرة و العدل:

: https://www.facebook.com/khelfaoui2/

@elfaycalnews

instagram: journalelfaycal

ـ  أو تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها

www.elfaycal.com

- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice  cliquez sur ce lien: : https://www.facebook.com/khelfaoui2/

To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of freedom of expression and justice click on this link:  https://www.facebook.com/khelfaoui2/

Ou vous faites  un don pour aider notre continuité en allant  sur le site : www.elfaycal.com

Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com

آخر تعديل على الأربعاء, 13 شباط/فبراير 2019

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :